1-الشاعر الفاتح ابراهيم بشير
الطمبور صديقنا و عزنا و ملجانا
وكتين السنين تفتح بوابة أحزانة
مما قمنا نسمع فيهو لا ملينا لا ملانة
زي إبل الرحيل شايلي السٌقا و عطشانة
أوتارو الحنيني تملِّي عايشي معانا
في الريف و الحضر و محل ما تمشي خطانا
الله لو بشيشي تداعبو إيد فنانة
تتراقص جميع الدنيا بي أركانة
لو قلبك حجر و غنانا شايفو رطانة
أول ما يرن تلقاك طربتا معانا
إحساسك يذوب قامتك تميل طربانة
زي مرّ النسيم وكتين يداعب البانة
الطمبور سماحتو القمرة مالي سمانا
الليل و السكون و الرملة كالمرجانة
نتلملم نكون في شلة زاهية الوانا
نضحك ننبسط لما الصباح يلقانا
وفي رواية اخرا معروف من قديم
انو الجمال نسبي وللموجب دوام لابد من سبي
لاكن نتفق رسمي وكمان شعبي الطمبور علاج ليكل مرض عصبي
الشاعر الفاتح ابراهيم بشير
************
في لحظة من عمر الزمان...والناس تكابِسْ في الجسور
مشغولة بي بحر التساب ... لو فاض يلخْبِط للأمور
المَسْرَة تصبح بينَ بين...أو بالأصح بتضيع كسور
ما أصلو هو الدَّيَّانا ديل ...واقفين على الباب من شهور
خايفين حقيقي من البحر...يسرق حنين الأمسيات
وتغرق شتيلاتنا الخُدُر ...وترحل معاها الأمنيات
والحِلِّي تغرق في الأسى ...وسكانها يصبحوا في شتات
في شان دا كل الناس بقت ...طورية في إيد الجِنَات
وكل البلد نزلت تِحِتْ ...أطفال . نساء . شيوخ. بنات
بس فجأة جاهُن صوت بكي ...وصراخ غريب في ذبذبات
قام سألوا هوي حاصل شنو...السيل وراكم يا جِنات؟
يا أخوانا إنكسر الجُسُر؟...كان ردهم لا .. لا .. بتات
يا أهلنا حسن الدابي مات ...يا أخوانا حسن الدابي مات
وقعت متاريس الصبُر ...وانهدَّ كتف الأغنيات
وغرقت مداينك يا شعر ...واللحن إلتزم السُكات
ورحلت معاني الأمنية ...وجرت الدميعات كالفُرات
ياحليلو كان جبل ابن عوف ...ثابت على المبدأ ثبات
أسطورة ختَّاها الزمن ...زي واحة في الدرب السُخُن
الدابي يا سمح الخُلُق ...الدابي يا الكُلَّكْ حُسُن
في يوم رحيلك يا تِلِبْ ...ناحت بلدنا رُكُن ,, رُكُن
الحسرة عانقت القرى ...الدمعة فاضت في المدن
النخلة تبكي بكي السواد ...هَدَّت علي لوزة القطن
وكان الحصاد آخر السنة ...شوال تمُر وشوال حُزُن
كان الحصاد آخر السنة ...قنطار حُزُن وقنطار قطن
حتى المطر يومو النَّزَلْ ...ضاف فوق حُزُنَّا قدُر تُمُن
ماشفنا زيّها في الشمال ...لا بالنظر لا بالأُذُن
القيفة قالدت الجرف ...الموجة نطَّت في غُبُنْ
حلفت تكسِّر للجسور ...تيارها يدخل كل شُكُنْ
قُنَّالا نغرق كُلَّنَا ...يا موجة نغرق كلنا
يرضيكي نغرق كلنا ...الموجة قالت فليكُن
مادام أمير الشعراء مات ...ما في اي داعي تلد بطُنْ
يا موجة جد قولك صحيح ...كان حقو نغرق كلنا
ما الدابي كان زي الهواء ...فينا ومعانا وحولنا
الدابي كان مضجع أمين ...كان ياهو شدرة ضُلنا
الدابي كان عنوان عريض ...في صفحة الفن والغُنا
إنسان وفنان مكتمل ...زي وصفو قاسي عليْ أنا
مهما أقول أنا شن بقول ...لو صرت أكتب كم سنة
تلقاني في الآخر بقيف ...وأنادي في نُصْ الونى
الدابي أكبر بي كتير ...الدابي زي خاتم المنى
وأكبر من القول والقصيد ...ومن غنوة جايي ملحَّنة
الدابي كان ومضة أمل ...والدابي كان شعرة وشي
الدابي كان مشوار طويل ...ما مَلَّتُوا الناس في المشي
الدابي كان غيمة وفا ...تنزل صباح ومع العِشِي
الدابي كان زي الصباح ...وكتين يلاقيكك منتشي
الدابي كان ياهو الصديق ...الدابي كان جد كل شي
مهما أقول أنا فيهو قول ...أشعاري تخجل وتختشي
الدابي كان زي المحيط ...كضاب يقول زول حدَّدو
دائماً يلاقيك بي جديد ...الدابي قاسي نفَنِّدو
الدابي كان حادي الشعر... ياهو البِدِّلُّو ويرشدو
الدابي كان تيار فرح ...يقلع حُزُنَّا ويطردو
الدابي كان موال جميل ...دائماً نغني نرددو
ولو قُتَّ هسع وللصباح ...أنا حُسْنُو قاسي أعددو
الدابي كان رمز الغبش ...مابيعرف الزيف والنفاق
حبوه كل الكادحين ... شالوهو في الهمس الدُقاق
يوم طقَّ إضنينا الخبر...بكت ((أم جواسير)) يا رِفاق
النخلة حَتَّتْ مُشْرِقا ...ودخلت مع الطين في عناق
وإعلامنا ما جايب خبر ...يبقى لي ما هامِّي الفراق
معليش يموتوا كَدِي الغبش ... وما ننسى شكراً للوفاق
مع إنو حسن الدابي كان ...علماً يرفرف في الوطن
مع إنو حسن الدابي كان ... سوميتة في جيد الزمن
مع إنو حسن الدابي كان ...صابونة للزمن الدرن
مع إنو حسن الدابي كان ...زي قمرة في الليل الدُجَن
وما بتتعرف قيمة القمر ...لي زول حِدا البندر سكن
الدابي كان قبلة بلد ... وميراث ثقافي بلا تَمَن
كان مأوى لي عابر السبيل ...أجواد متل غيم المُزَن
يا ما دخلنا عليهو ليل ...قُبَّال سلامنا يجي الصحن
يحضنَّا أول بالعيون ...من ثم يحضن بالبدن
يتنحنح الشيخ الوقور ...يضحك لو ضحكة بلا اللبن
ويقول حبابكم يا شباب ... جيتوني في الموعد إذن
دا الدابي يا أهلي الحُنان ... أسطورة ختَّاها الزمن
الدابي كان زولاً حكيم ... ما بيعبأ باليحصل غداً
الدابي كان لِمِّيحْ ذكي ... يعرف متين يرخي الرسن
صدق اللي إختار لو الإسم ...وأطلق عليه اسم الحسن
الدابي كان كوم أغنيات ...مكتوبة بي دمع الشجن
ألحانها وشوشة النسيم ...وأطيار تزقزق في الفنن
إيقاعها كان موية الحفير ...وقَرَّاع حميم للحوض عَطَنْ
الكورَسْ الشتل الدُقَاق ...قمرية قُوقَتْ في حَزَن
فنانها كان نخل الفريق ...وصوت السبيطي مع الكُعَن
دا الدابي يا أهلي الحُنان ...أسطورة ختاها الزمن
تامِنْ عجائب الدنيا هو ...لولاه فنَّنَا ما نهض
وأصبح حديث الناس عموم ...ولي حجة النقاد دحض
دا لأنو كان ياهو الدليل ...عن شورة أبداً ما عَرَض
أمَّنْ لنا الدرب الطويل ...وبي شعرو طنبورنا انتفض
آخر وصاياهو العزيز ...وهو طريح يعاني من المرض
وصَّانا قال :
يا ولادي دايركم دوام ...تتحدوا تبقوا مع بعض
الراية لا تسقط بتات ...لو حتى ظرفكم اعترض
قلنا لو أبشر يا الأبو ...يِتْقَدَّ طرفنا لو غمض
نحن وولادك وكلنا ... بنشيلها رايتك دون مضض
لكن محال زيك نكون ... أو حتى ليك نبقى العوض
دا الدابي يا أهلي الحُنان ... أسطورة ختاها الزمن
صح يا هو أبو الفن الرفيع ...وملجانا في ساعة المحن
حَضَنْ المواهب وفرَّقها ... الليلة صوتها ملأ الوطن
يا الله تدِّي قَدُر عطا ... ومأواه يبقى جنان عدن
يا الله تدِّي قَدُر عطا ... ومأواه يبقى جنان عدن